القرية التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، واحدة من أشهر وأجمل القرى المصرية والعربية، لما حظيت به من مكانة مرموقة على الصعيد الإقليمى والعربى، حتى لقبت بـ "باريس المنوفية" نظرا لتميزها فى مجال البيئة، حيث قدمت النموذج الأبرز فى الاعتناء بالبيئة المحيطة واكتست شوارعها ومنازلها بطابع جمالى خلاب.
واكتسبت القرية تلك المكانة بشهادة دولية من منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة، والتى صنفت كفر وهب كأفضل القرى وأجملها بريف المنطقة العربية في مؤتمر مناقشة الاقتصاد الأخضر وكيفية تأثيره على الاقتصاد الوطني.
وتقدمت محافظة المنوفية للمؤتمر بعرض نموذج "كفر وهب" كواحدة من أفضل القرى النموذجية التي اعتمدت في تطوير مرافقها على الجهود الذاتية فيما يتعلق بملفات النظافة وتجميل البيئة وتوافر جميع مقوماتها، بتعاون أهالى القرية التي يبلغ تعداد سكانها 6 آلاف نسمة وأخذت شهرتها كقرية مثالية على مستوى الجمهورية لسنوات متتالية.
وعلى الرغم من الحالة المتردية التي يعاني منها قطاع عريض من الريف المصري لمعت كفر وهب كنموذج مشرف للبيئة الريفية، حيث بدأ مشروع النظافة والتجميل فيها عام 1985 بالجهود الذاتية لتتحول على مدار الأيام إلى قرية "رائعة الجمال" مما جعل أرضها تحتضن عدة مؤتمرات دولية عن حماية البيئة وأبحاث متخصصة بمجال البيئة والإنسان.
وأصبحت معانى النظافة والجمال والهدوء شعار القرية حيث تتميز بطرقاتها المرصوفة بالكامل والمزينة بأشجار الزينة والتي تجاوز عددها 1000 شجرة، يتم تهذيبها على أشكال هندسية بديعة، كما يوجد بها عدد من الحدائق العامة التي أقيمت مكان المصرف الرئيسي الذي كان يمر بمنتصف القرية.
الشعار ذاته يرفعه مركز شباب القرية ومسجدها الكبير الذي تم ترميمه وتوسعته على مواصفات حديثة إلى جانب "دار الضيافة والمناسبات" المجهزة بشكل حديث والتي استضافت عدة مؤتمرات محلية وإقليمية، بالإضافة إلى مستشفى نموذجى ومكتب بريد، ومدرسة ابتدائية وإعدادية وكنيسة ذات طابع مميز وتراث دينى قديم.
وقال فتحى وهب - أحد أهالى القرية – إن التطوير بدأ بالجهود الذاتية وبتمويل من أبناء القرية فى الخارج بدولة فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبى، وكان أول مشروع بالجهود الذاتية للأهالى هو ردم وتغطية المصرف المائى بالقرية وما كان يحتويه من ملوثات تؤذى العين والأنف بروائحها الكريهة.
وبعد انتشار خبر القرية ومدى اهتمامها بالبيئة كنموذج جيد توالت زيارات المسئولين بالمحافظة إليها وكانت البداية فى عام 1984، حيث ذاع صيتها حتى وصل إلى مسامع المستشار عدلى حسين محافظ المنوفية السابق آنذاك، والذى قرر صرف إعانة عاجلة من المحافظة، لتكملة نظافة وتجميل القرية واستمرار ذلك النموذج الإيجابى.
وأشاد وهب بدور شباب القرية فى استمرار تجميل ونظافة القرية والاستعانة بخبرات أحد المصريين العاملين بفرنسا، والذى حرص على تطبيق إحدى التجارب البيئية التى رآها فى الريف الفرنسى ونقلها إلى كفر وهب لتزداد جمالا وإبهارا .
ومن جانبه، أكد الدكتور مجدى عبد المقصود -صاحب المبادرة – أنه يحاول إحياء فريضة غائبة وهى إعمار الأرض، مشيرا إلى أنه تخرج من طب القصر العينى عام 79 وكان شديد الإعجاب بالتنظيم والنظافة، وحاول تطبيق ذلك على قريته، وتم تكريمه من السفارة الأمريكية فى 2002 كرجل للبيئة عن تجربته بقرية كفر وهب، إلا أنه رفض استلام الجائزة آنذاك لتزامنها مع الحرب على العراق.